“الثريد”… وجبة العيد في الجزيرة الفراتية
يعتبر “الثريد” أحد أهم وجبات الغذاء في أيام العيد في منطقة الجزيرة الفراتية في سوريا، وهو يتعدى كونه وجبة غذاء ليرتقي ليكون طريقة لجمع الأقرباء وأحيانا العشائر على وليمة واحدة وتسمى هذه العزيمة “ثريد العيد”.
عن “الثريد” تحدثت السيدة الرقّاوية أمينة الموسى : “الثريد” هو أحد أشهر الوجبات في منطقة الجزيرة، وهو متعارف عليه كنوع من تجميع العائلة حول طبق “الثريد”، وله دلالة على الخير والبركة.
وتتابع “الموسى”: “يحتاج طبق “الثريد” إلى لحم غنم مقطّع لمكعبات أو ما يسمى “الكراديش” وخبز الصاج والزيت والبندورة ودبس البندورة والبصل والثوم والبهارات”
وتضيف “الموسى”: “يوضع الزيت والسمن في قدر ويتم تشغيل النار تحته حتى يسخن ثم توضع شرحات البصل في الزيت وتقلّب حتى يصبح لونها “مقمّراً”.
وتكمل: “توضع “كراديش اللحم” فوق البصل والزيت ويتم تقليبها حتى يتغير لونها وتقسى بعض الشيء، ثم يزوّد القدر بدبس البندورة وبعض قطع البندورة المهروسة ويتابع التقليب حتى تندمج المكونات بشكل كامل.”
وتتابع “الموسى”: “يتم رش الخليط بالبهارات ويوضع قليل من الماء ويغطّى القدر ليغلي حوالي الثلث ساعة أو حسب تقديرات الطهاة”
وتتابع “الموسى”: “ثم يؤتى بوعاء كبير “منسف” ويوزّع على أطرافه خبز الصاج ويسكب الخليط في هذا المنسف وهنا يصبح الثريد جاهز”
ويؤكد ابن الرقة فهد الكواتي : “الثريد” هو الطعام الرئيسي عندنا في منطقة الجزيرة، فعلى سبيل المثال في كل المنطقة عندنا، في كل قرية يوجد ما يسمى البيت الكبير أو “الأوضة”، يكون شباب القرية قد جهّزوا لحوم سبع أو ثمان خواريف.
ويتابع الكواتي: “يجتمع أهالي القرية جميعهم على وجبة “الثرود”، بحيث ان يكون “ثريد العيد” فرصة مثلاً للتصالح بين عائلات القرية في حال وجود خلاف، وتقريباً هذه الظاهرة موجودة في كل قرية في محافظة الرقة.”
ويضيف “الكواتي”: “هذه الوجبة تسمّى إفطار العيد وتبدأ من الساعة 12 ظهراً، وتجتمع عليها حالات الصلح واللمّة وحتى الاتفاق على تداول المواسم والكثير من الأمور.”
ويذكر “الكواتي”: طبعاً هذه المناسبة في العيد لا علاقة لها بالأضاحي، هذه الوليمة في كل عيد “الفطر والأضحى”.
ويختم “الكواتي”: “يعتبر “الثريد” وجبة تمثّل الجزيرة الفراتية ب خيرها بالكامل، فاللحم من اغنام المراعي الفراتية، خبز الصاج من قمح الجزيرة، وحتى السمن والمرق هو انتاج المنطقة بالكامل”.
الخبر
